تشيلسي والسيتي ؛ ليست مجرد مباراة أو صراع على الصدارة بين صاحب المركز الأول وصاحب المركز الثالث ، هو درس تكتيكي قاسي من ملك التكتيك للموسم الحالي للفيلسوف المعاند الذي يبدو أنه لا يتعلم من أخطائه ويصنع قدسية وهمية لفلسفته التي لا تقبل التعديل أو التدخل فيها .
بالعودة إلى بدايات الموسم حين فاز السيتي فى أول سبع مباريات على التوالي وتصدر البريميرليج بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه ، في الوقت الذي كان يتخبط فيه تشيلسي مع كونتي بال 4/4/2 ثم بدايات ال 3/5/2 قبل أن يقتبس منها ال 3/4/3 التي قلبت موازين البريميرليج بل وأوروبا كلها هذا العام .
تعديل كونتي لم يشتمل فقط على تغيير الرسم التكتيكي ، بل اشتمل أيضا الاعتماد على ماركوس ألونسو كظهير متقدم وإعادة موزيس إلى وسط الملعب أو كظهير متقدم أيضا ودخول أزبليكويتا فى التركيبة الثلاثية فى خط الدفاع مع كاهيل وديفيد لويز .
كونتي امتلك الشجاعة للتوقف والاعتراف أنه كان على خطأ ولم يكابر ، الهزيمة بثلاثية نظيفة أما الجار أرسنال فى ديربى لندن الأول لم يسمح لها كونتي بأن تمر كأي مباراة أخرى ، بل جعلها كونتي بمثابة ضربة للعودة إلى نقطة الصفر والوقوف على متطلبات و احتياجات الفريق وكيفية توظيف تكتيكه الإيطالي في البريميرليج وكذلك إدخال الصفقات الجديدة فى المنظومة وإعادة البريق لمن كانوا موضع اتهامات الجميع في الموسم الماضي .
بداية بيب الممتازة والتي أكدها ديربي مانشستر الذي تفوق فيه نتيجة وتكتيك على مورينهو ، اعتماده على المرتدات لأول مرة حينها مستغلا سرعة دي بروين وأجويرو و خيسوس نافاس ، صناعة خط خلفى مكون من ستة لاعبين والاعتماد على الدفاع فى فترات كبيرة ، مرورا بتسوية أزمة يايا توريه كلها أشياء جعلتني أغير قناعاتي تجاه بيب و اعترفت بأنه اكتسب مرونة قد تجعله الأفضل فى العالم بلا منازع.
مع مرور الجولات والتحديات أثبت جوارديولا أن تخليه جزئيا عن فلسفته المتعنتة كان من باب الخطأ أو ربما النسيان وعاد مرة أخرى إلى ما كان عليه ؛ عاد إلى الإصرار على بداية الهجمة من حارس المرمى فكلفه فقدان برافو بعد تسببه في أهداف كارثية كانت السبب فيها تعليمات بيب وليس سوء مستواه ، عاد إلى الهجوم فقط وأدخل خطة 4/0/5/1 وفي أول مرة فى تاريخ كرة القدم الحديثة يقرر مدرب أن يلعب بلا محور أو لاعب وسط صريح ، عاد جوارديولا إلى التعنت الذي تميزت به مسيرته فسلبت منه أكثر بكثير مما أعطته .
مشكلة جوارديولا لم تكن أبدا فنية لأنه أعلم ما يكون بتلك الأمور ، مشكلة بيب تكمن فى فلسفته المتعنتة ، في الإصرار غير المبرر و في غياب المرونة ... مشكلة بيب هي تلك التي لخصها كونتي ذهابا و إيابا في درس كروي تكتيكي قاسي ربما يتعلم منه الفيلسوف أو كالعادة يدير له ظهره ويستمر على فلسفته .